أم محمد السماعيل, أم تبحث في المجال الاجتماعي و التربوي.
محاضرة اليوم الخامس من شهر محرم 1435هـ.
____________________________________________________________________________
يشير الدكتور القائمي في كتاب : دنيا الفتيات المراهقات .. بما معناه : ان الحياة التي عاشها المراهق سابقا تؤثر في نفسيته ان كانت هادئة كان هادئا والعكس بالعكس .. ويضيف : ومن العوامل التي تؤدي إلى بروز المشكلات النفسية و الاجتماعية في مرحلة المراهقة يمكن الإشارة إلى فقدان الحنان والرعاية و الفقر المادي و الضغوط النفسية و التجارب و الكوارث المريرة أثناء مرحلة الطفولة لكن المشكلات لدى فئة المراهقين لا تعود أسبابها دائما إلى خلفيات سابقة فقد تكون وليدة عوامل آنية ترتبط بالوضع النفسي للشخص خلال فترة المراهقة ..
ومما ساعد على ظهور كثير من المشكلات حاليا هو الانفتاح الإعلامي و على رأسه الإنترنت .. فقد كان فيما مضى من السهل متابعة ومراقبة الإعلام المتمثل بجريدة او كتاب او تلفزيون وراديو وفيديو .. لكن الآن نحتاج لخلق رقابة ذاتية قوية لنحصن بها شباب هذا الجيل من مخاطر هذا الإنفتاح وهذا لن يكون الا بالتقرب منهم وعقد صداقة قوية ومع عدم وجود وازع ديني وأخلاقي لديهم تزداد المشكلة .. هنا نحتاج لبرامج توعوية لمعرفة مراقبة حاستي السمع و البصر وما يدخل للروح من خلالهما ليصل الأبناء للقناعة أن هناك من يسجل عليهم كل صغيرة وكبيرة .. كذا يجب أن تشمل التوعية كذلك التعريف بمخاطر وسائل التواصل الاجتماعي فقد تكون وسيلة جيدة للتواصل او لنشر العلوم و الثقافة أو تكون سلاحا فتاكا للعقول و القلوب ..الفراغ
فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ(7)وَإلَى رَبِّكَ فَارْغَب(8) سورة الانشراح
(فإذا فرغت فانصب) أي إذا انتهيت من أداء أمر مهم فابدأ بمهمّة اُخرى، فلا مجال للبطالة والعطل. كن دائماً في سعي مستمر ومجاهدة دائمة، واجعل نهاية أية مهمّة بداية لمهمّة آُخرى.
(وإلى ربّك فارغب)، أي فاعتمد على اللّه في كلّ الاحوال.
اطلب رضاه، واسع لقربه.
الآيتان ـ حسب ما ذكرناه ـ لهما مفهوم واسع عام يقضي بالبدء بمهمّة جديدة بعد الفراغ من كلّ مهمّة. وبالتوجه نحو اللّه في كلّ المساعي والجهود، لكن أغلب المفسّرين ذكروا معاني محددة لهما يمكن أن يكون كلّ واحد منها مصداقاً للآيتين.الترفيه امر مطلوب وندب إليه أهل البيت وهو يكون بطرق مختلفة وعادة يكون في أوقات الفراغ
عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن في حكمة آل داود: ينبغي للمسلم العاقل أن لايرى ظاعنا إلا في ثلاث: مرمة لمعاش، أو تزود لمعاد، أولذة في غير ذات محرم و ينبغي للمسلم العاقل أن يكون له ساعة يفضي بها إلى عمله فيما بينه وبين الله عزوجل وساعة يلاقي إخوانه الذين يفاوضهم ويفاوضونه في أمر آخرته وساعة يخلي بين نفسه و لذاتها في غير محرم فإنها عون على تلك الساعتين.
فالفراغ هو في الواقع وسيلة لتجديد النشاط وعمل أمور مهمة ومفيدة .. لكن أغلب شبابنا يستغلون الفراغ فيما لا ينفع .. وفراغهم يأتي من عدة أمور : إهمالهم في الدراسة .. عدم توجه الفتاة لتعلم أمور المنزل .. عدم وجود هوايات نافعة ومفيدة ،، عدم وجود نواد للأنشطة الثقافية و الرياضية ..عدم وجود برامج موجهة للشباب .. وجود أصدقاء فاشلين ومحبطين .. أغلب الشباب يقضي وقت فراغه الكبير في النوم نهارا و السهر مع شباب فيما لا ينفع ليلا .. او متابعة أفلام غالبا تكون غير مناسبة .. لذا نتمنى من الفتيات التوجه في أوقات الفراغ للأنشطة التي تقام لتعلم القرآن أو الأنشطة الدينية و الثقافية وصرف جزء من الوقت في تعلم فنون إدارة المنزل .. وكلنا أمل ان ينهض مجموعة من ناشطي المجتمع لإقامة نواد خاصة بالشباب ..ومن المشكلات أيضا
الكبت الحاصل من قبل الأهل للدراسة الذي يصل لدرجة الضغط .. بحيث حينما ينطلقون في أماكن بعيدة عن رقابة الأهل ممكن أن يفعلوا ما لا يتوقع منهم ،،
التفاوت الاجتماعي وأثره على سلوك الشباب وتوجهاته ، مثلا هذا عنده سيارة وأنا ماعندي ، هذي البنت تروح السوق الفلاني وأنا لا ، ذاك يغير جواله كل أسبوع وأنا مو قادر اشتري جوال .. هذا التفاوت قد يسبب مشاكل وقد يدفع بالشاب للسرقة وما شابه او التخريب .. وهم يحتاجون لوازع ديني و أخلاقي يردعهم ..
وهناك العديد من المشكلات منها عدم وجود من يجيب على أسئلتهم الدينية من الأهل فهم اما يسكتون أو يبحثون عند من ليس لديه أهلية لذلك .. فعلى الوالدين ان يكونوا مؤهلين أن يجيبوا على أسئلة أبناءهم أو يبحثون لهم عن إجابات ..
لا نتمكن من إحصاء كل المشكلات لكن هذا قليل من كثير ،،
No comments:
Post a Comment