كانت رحلتي القرائية بين سجون ثلاث بدأتها بالسجينة في أغوار المغرب العربي ثم البؤساء السجناء خلف قضبان الفقر وكان الختام مع أكرم السجناء وسجين الأحرار والذي بقي على الجسر ببغداد!
تُصوّر (مليكة أوفيقير ) في روايتها السجينة ألوان من عذابات الاعتقال التي عاشتها في عشرين عاماً وكما فهمتُ منها أن هذه العشرين لم تكن هي سنوات السجن الحقة !! وإنّما السجن المُرّ كان خلف أسوار القصور الملكية التي عاشت بداخلها ربيبةً للملك .
قد نملك الدنيا بأسرها وتُسخّر لنا سماواتها قبل أراضيها وتُقدّم مُتعها لنا على أطباق الذهب ومع هذا نبقى نبحث عن نافذة الحرية !
ماأثمن حياة مليكة وعائلتها داخل السجن وأثراها .. تصف لنا جدول أعمالها وتقول ( بتصرّف) :" كنّا نقضي معظم نهارنا في القاعة التي أسميناها صفاً .. كنت أقوم بجدية تامة بدور المعلمة وضعتُ عدة برامج دراسية بمستويات مختلفة .. كنا نستيقظ جميعاً في الساعة السابعة نغتسل ونتناول فطورنا ثم نعكف على الدرس عند الثامنة وبعد أن أُوزع على أخوتي نَصّين مرفقين بأسئلة ، أُصرّ على تعليمهم يومياً خمس كلمات جديدة بالعربية والانجليزية "
وهكذا تروي لنا تفاصيل مُتخمة بالعلم والإصرار على الحياة داخل السجن حتى الفرج !
وحين نتجول في أزقّة باريس في زمان فيلسوفنا العظيم ڤيكتور هيجو نرى المساجين الفقراء ينتقلون من زنزانة إلى أخرى عَلّهم يجدون كسرة خبز يدفعوا بها وحش الجوع !
يروي فيكتور الذي أصبح في أواخر حياته الضمير الحي لفرنسا وبطل الحرّيات والمدافع عن الفقراء والمقموعين قصة الفتى المكافح جان ڤالجان الذي قُبض عليه وسُجِن بسبب سرقته خبزاً من أحد الأفران وهنا كانت البداية لأحداث بائسة وشاقّة في الرواية فقد أَسرفتُ الدموع عندما باعت فانتين شعرها الأشقر الرائع للحلاّق لتشتري به تنورة تحمي ابنتها من بردٍ نشب أظفاره في بدن الطفلة !
ثم ألحقت هذه الأم المُمَزقة أسنانها بشعرها لذات السبب !
وهكذا تتوالى مشاهد الفقر وموت الضمائر في فصول رواية البؤساء .
أمّا الرواية الأخيرة فكانت سيّدة سابقتيها .. كيف لا تكون وبطلها الهاشمي الأسمر كما أسماه الكاتب (كمال السيد) الذي أبهرني بالقالب الأدبي الرشيق للأحداث التاريخية وسِيَر الأئمة عليهم السلام .. فقد عَبرتُ بكلماته شط الفرات ومشينا معاً في شوارع بغداد ودخلنا قصور العباسيين وفاحت في رأسي رائحة كؤوسهم النتنة !
وانتقلت مع الكاتب إلى سجونها حيث تمسّك المؤمن القوي بحريّته وأطلق من قعرها دروساً في الكرامة الإنسانية التي لاتقبل العبودية والذل إلاّ لخالقها .
تُصوّر (مليكة أوفيقير ) في روايتها السجينة ألوان من عذابات الاعتقال التي عاشتها في عشرين عاماً وكما فهمتُ منها أن هذه العشرين لم تكن هي سنوات السجن الحقة !! وإنّما السجن المُرّ كان خلف أسوار القصور الملكية التي عاشت بداخلها ربيبةً للملك .
قد نملك الدنيا بأسرها وتُسخّر لنا سماواتها قبل أراضيها وتُقدّم مُتعها لنا على أطباق الذهب ومع هذا نبقى نبحث عن نافذة الحرية !
ماأثمن حياة مليكة وعائلتها داخل السجن وأثراها .. تصف لنا جدول أعمالها وتقول ( بتصرّف) :" كنّا نقضي معظم نهارنا في القاعة التي أسميناها صفاً .. كنت أقوم بجدية تامة بدور المعلمة وضعتُ عدة برامج دراسية بمستويات مختلفة .. كنا نستيقظ جميعاً في الساعة السابعة نغتسل ونتناول فطورنا ثم نعكف على الدرس عند الثامنة وبعد أن أُوزع على أخوتي نَصّين مرفقين بأسئلة ، أُصرّ على تعليمهم يومياً خمس كلمات جديدة بالعربية والانجليزية "
وهكذا تروي لنا تفاصيل مُتخمة بالعلم والإصرار على الحياة داخل السجن حتى الفرج !
وحين نتجول في أزقّة باريس في زمان فيلسوفنا العظيم ڤيكتور هيجو نرى المساجين الفقراء ينتقلون من زنزانة إلى أخرى عَلّهم يجدون كسرة خبز يدفعوا بها وحش الجوع !
يروي فيكتور الذي أصبح في أواخر حياته الضمير الحي لفرنسا وبطل الحرّيات والمدافع عن الفقراء والمقموعين قصة الفتى المكافح جان ڤالجان الذي قُبض عليه وسُجِن بسبب سرقته خبزاً من أحد الأفران وهنا كانت البداية لأحداث بائسة وشاقّة في الرواية فقد أَسرفتُ الدموع عندما باعت فانتين شعرها الأشقر الرائع للحلاّق لتشتري به تنورة تحمي ابنتها من بردٍ نشب أظفاره في بدن الطفلة !
ثم ألحقت هذه الأم المُمَزقة أسنانها بشعرها لذات السبب !
وهكذا تتوالى مشاهد الفقر وموت الضمائر في فصول رواية البؤساء .
أمّا الرواية الأخيرة فكانت سيّدة سابقتيها .. كيف لا تكون وبطلها الهاشمي الأسمر كما أسماه الكاتب (كمال السيد) الذي أبهرني بالقالب الأدبي الرشيق للأحداث التاريخية وسِيَر الأئمة عليهم السلام .. فقد عَبرتُ بكلماته شط الفرات ومشينا معاً في شوارع بغداد ودخلنا قصور العباسيين وفاحت في رأسي رائحة كؤوسهم النتنة !
وانتقلت مع الكاتب إلى سجونها حيث تمسّك المؤمن القوي بحريّته وأطلق من قعرها دروساً في الكرامة الإنسانية التي لاتقبل العبودية والذل إلاّ لخالقها .
No comments:
Post a Comment