مقالة فريق رواية البؤساء بقلم العضوة : ( كون) _______________________________________________ من بين جدران باريس العتيقة...ومن ازقتها المفعمة بالحكايا..هناك نقشت على ذاكرة الزمن حكاية هي قمة في المأساة والبؤس ..حكاية رجل هوضحية ومجرم..!رجل انهكته المسؤوليات والسعي للبقاء على قيد الحياة رغم اطباق يد العوز والفقر دون ضمان للبقاء لافي حاضر ولامستقبل..هوالفقر من يمارس ضغطه على الشعوب...يقول الامام علي عليه السلام..(لوكان الفقر رجلاً لقتلته)(جان فالجان )يحمل في داخله كم من المشاعر النبيلة التي حولتها سطوة الظلم الى مخال تنهش في نفسه المتعبة..وتنال مماحوله ...تتنازعه الرغبة في الخير والعيش بكرامة ولكن مايحيط به اكبر ممايتصوره ففي ظل المجتمعتحكمه( البرجوازية)بعد ان ودع الماضي خلف قضبان السجن ..ورسم املاً لبدء مستقبل مشرق ..فوجئ بان ماضيه يطارده كظل لصيق لايستطيع ان يتخلص منه ..يجمعه البؤس والظلم بشخصيات عديدة بعضها تتنازع جانب الشر فيه ..وتستثيره...واخرى تروي جانب الخير لتشعل فتيل النبل والقيمة المثلى في نفسه فيبقى ملتزما باداء عهد قطعه ولو كلفه الامر حياته..الرواية مترجمة..من الفرنسية الى العربية اجتهد المترجم بنقل تفاصيل الرواية كما كتبها فيكتور بابداع المصور الاحترافي الذي ينقل لنا صورة فوتغرافية عالية النقاء وواضحة الملامح..لكن وبما ان الترجمة لابد ان تنال نصيبا من الرواية الاصلية...يلقى بعب ء الابداع في الترجمة على المترجم.. كما انها من الروايات الطويلة حيث ترجمت في خمس مجلدات ..لكنها رواية تستحق القراءة..أكثر مشهد روائي شدني فيها هو الصراع الذي دار في داخل جان فالجان وامتثاله امام محكمة الضمير .. (يقظة الضمير من سباته هي عظمة في الروح )لقد كان جان فالجان بالفعل يمثل قمة المأساة والبؤس الذي يلقيه المجتمع بظروفه على الشخص!اختم بهذا المقطع من الرواية "هل هناك رجل سعيد؟.وكيف نقسم الانسان؟ هل نقسمه إلى فئتين - المنير والمظلم؟ هل نقسم الدنيا إلى قسمين النور والظلام؟فإن توخينا انقاص عدد الذين يعيشون في الظلام ومضاعفة عدد الذين يعيشون في النور، يخلق بنا أن لا نكف عن طلب العلم والعرفان فإن علمت انساناً للقراءة، أشعلت قبساً، وكل كلمة يكتبها هي شرارة يقدحها..!ولكن النور لا يعني المسرة، فثمة آلام تتخلل الاشعاع.. واللهب عدو الجناح.. واعجوبة العبقرية هي الاحتراق والتحليق رغم النور والنيران...."
No comments:
Post a Comment