Saturday, March 15, 2014

الإنسان المهدور: دراسة نفسية اجتماعية لظاهرة الهدر الشامل.



الكتاب: الإنسان المهدور – دراسة تحليلية نفسية اجتماعية

المؤلف: د. مصطفى حجازي
عدد الصفحات: 252 قطع كبير
الناشر: المركز الثقافي العربي – الدار البيضاء
سنة النشر 2006 طبعة ثانية
__________________________
ينقاش الكاتب أهم أسباب  تدهور النهضة و التنمية في العالم العربي من وجهة نظر علم النفس للانسان العربي. 


رابط تحميل الكتاب:
http://ia601601.us.archive.org/8/items/11-30.nafs.www.booksjadid.blogspot.com/13.pdf

Wednesday, March 12, 2014

شهر الرواية و أدب السيرة

كانت رحلتي القرائية بين سجون ثلاث بدأتها بالسجينة في أغوار المغرب العربي ثم البؤساء السجناء خلف قضبان الفقر وكان الختام مع أكرم السجناء وسجين الأحرار والذي بقي على الجسر ببغداد! 
تُصوّر (مليكة أوفيقير ) في روايتها السجينة ألوان من عذابات الاعتقال التي عاشتها في عشرين عاماً وكما فهمتُ منها أن هذه العشرين لم تكن هي سنوات السجن الحقة !! وإنّما السجن المُرّ كان خلف أسوار القصور الملكية التي عاشت بداخلها ربيبةً للملك . 
قد نملك الدنيا بأسرها وتُسخّر لنا سماواتها قبل أراضيها وتُقدّم مُتعها لنا على أطباق الذهب ومع هذا نبقى نبحث عن نافذة الحرية !
ماأثمن حياة مليكة وعائلتها داخل السجن وأثراها .. تصف لنا جدول أعمالها وتقول ( بتصرّف) :" كنّا نقضي معظم نهارنا في القاعة التي أسميناها صفاً .. كنت أقوم بجدية تامة بدور المعلمة وضعتُ عدة برامج دراسية بمستويات مختلفة .. كنا نستيقظ جميعاً في الساعة السابعة نغتسل ونتناول فطورنا ثم نعكف على الدرس عند الثامنة وبعد أن أُوزع على أخوتي نَصّين مرفقين بأسئلة ، أُصرّ على تعليمهم يومياً خمس كلمات جديدة بالعربية والانجليزية " 
وهكذا تروي لنا تفاصيل مُتخمة بالعلم والإصرار على الحياة داخل السجن حتى الفرج ! 
وحين نتجول في أزقّة باريس في زمان فيلسوفنا العظيم ڤيكتور هيجو نرى المساجين الفقراء ينتقلون من زنزانة إلى أخرى عَلّهم يجدون كسرة خبز يدفعوا بها وحش الجوع !
يروي فيكتور الذي أصبح في أواخر حياته الضمير الحي لفرنسا وبطل الحرّيات والمدافع عن الفقراء والمقموعين قصة الفتى المكافح جان ڤالجان الذي قُبض عليه وسُجِن بسبب سرقته خبزاً من أحد الأفران وهنا كانت البداية لأحداث بائسة وشاقّة في الرواية فقد أَسرفتُ الدموع عندما باعت فانتين شعرها الأشقر الرائع للحلاّق لتشتري به تنورة تحمي ابنتها من بردٍ نشب أظفاره في بدن الطفلة ! 
ثم ألحقت هذه الأم المُمَزقة أسنانها بشعرها لذات السبب ! 
وهكذا تتوالى مشاهد الفقر وموت الضمائر في فصول رواية البؤساء .
أمّا الرواية الأخيرة فكانت سيّدة سابقتيها .. كيف لا تكون وبطلها الهاشمي الأسمر كما أسماه الكاتب (كمال السيد) الذي أبهرني بالقالب الأدبي الرشيق للأحداث التاريخية وسِيَر الأئمة عليهم السلام .. فقد عَبرتُ بكلماته شط الفرات ومشينا معاً في شوارع بغداد ودخلنا قصور العباسيين وفاحت في رأسي رائحة كؤوسهم النتنة ! 
وانتقلت مع الكاتب إلى سجونها حيث تمسّك المؤمن القوي بحريّته وأطلق من قعرها دروساً في الكرامة الإنسانية التي لاتقبل العبودية والذل إلاّ لخالقها .

نظرة على البؤساء.







مقالة فريق رواية البؤساء بقلم العضوة : ( كون)
_______________________________________________

من بين جدران باريس العتيقة...
ومن ازقتها المفعمة بالحكايا..هناك نقشت على ذاكرة الزمن حكاية هي قمة في المأساة والبؤس ..حكاية رجل هوضحية ومجرم..!رجل انهكته المسؤوليات والسعي للبقاء على قيد الحياة رغم اطباق يد العوز والفقر دون ضمان للبقاء لافي حاضر ولامستقبل..هوالفقر من يمارس ضغطه على الشعوب...يقول الامام علي عليه السلام..(لوكان الفقر رجلاً لقتلته)(جان فالجان )يحمل في داخله كم من المشاعر النبيلة التي حولتها سطوة الظلم الى مخال تنهش في نفسه المتعبة..وتنال مماحوله ...تتنازعه الرغبة في الخير والعيش بكرامة ولكن مايحيط به اكبر ممايتصوره ففي ظل المجتمعتحكمه( البرجوازية)بعد ان ودع الماضي خلف قضبان السجن ..ورسم املاً لبدء مستقبل مشرق ..فوجئ بان ماضيه يطارده كظل لصيق لايستطيع ان يتخلص منه ..يجمعه البؤس والظلم بشخصيات عديدة بعضها تتنازع جانب الشر فيه ..وتستثيره...واخرى تروي جانب الخير لتشعل فتيل النبل والقيمة المثلى في نفسه فيبقى ملتزما باداء عهد قطعه ولو كلفه الامر حياته..الرواية مترجمة..من الفرنسية الى العربية اجتهد المترجم بنقل تفاصيل الرواية كما كتبها فيكتور بابداع المصور الاحترافي الذي ينقل لنا صورة فوتغرافية عالية النقاء وواضحة الملامح..لكن وبما ان الترجمة لابد ان تنال نصيبا من الرواية الاصلية...يلقى بعب ء الابداع في الترجمة على المترجم.. كما انها  من الروايات الطويلة حيث ترجمت في خمس مجلدات ..لكنها رواية تستحق القراءة..أكثر مشهد روائي شدني فيها هو الصراع الذي دار في داخل جان فالجان وامتثاله امام محكمة الضمير .. (يقظة الضمير من سباته هي عظمة في الروح )لقد كان  جان فالجان بالفعل يمثل قمة المأساة والبؤس الذي يلقيه المجتمع بظروفه على الشخص!اختم بهذا المقطع من الرواية "هل هناك رجل سعيد؟.وكيف نقسم الانسان؟ هل نقسمه إلى فئتين - المنير والمظلم؟ هل نقسم الدنيا إلى قسمين النور والظلام؟فإن توخينا انقاص عدد الذين يعيشون في الظلام ومضاعفة عدد الذين يعيشون في النور، يخلق بنا أن لا نكف عن طلب العلم والعرفان فإن علمت انساناً للقراءة، أشعلت قبساً، وكل كلمة يكتبها هي شرارة يقدحها..!ولكن النور لا يعني المسرة، فثمة آلام تتخلل الاشعاع.. واللهب عدو الجناح.. واعجوبة العبقرية هي الاحتراق والتحليق رغم النور والنيران...."