Monday, March 23, 2015

قراءة في كتاب من أخلاق الامام الحسين عليه السلام.



من أخلاق الإمام الحسين عليه السلام كتاب من تأليف عبد العظيم المهتدي البحراني, مطبوع سنة 1421ه. يذكر فيه الكاتب بعضاً من حياة الإمام الحسين عليه السلام عظة وعبرة في السلوك الفردي و التربية. " كلنا للحسين والحسين للجميع" شعار ابتدأ الكاتب به مخاطباً كل  من يقرأ الحسين بلغة الأخلاق  والمثل الانسانية. فعلى الرغم من التطور العلمي في عصرنا فإن الأخلاق حاجة مهمة لا يختلف عليها اثنان. والحسين منهج أخلاقي للجميع. ولد عليه السلام في ظروف امتزجت معها الدمعة و البسمة. يصف الكاتب هذه الولادة بحفلة الصالحين فهي رحلة مستمرة بين الخوف و الرجاء و الضحك والبكاء. ثم يترعرع في بيت الرسالة جده نبي الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأبوه أمير المؤمنين علياً, أمه البتول الطاهرة فاطمة الزهراء عليهما السلام. فماذا سيخرج من هذان البحران إلا اللؤلؤ و المرجان كما يذكر القران الكريم. كان للحسين عليه السلام إعداد رسالي هادف و مهم للغاية ليرعاه رسول رب العالمين رعايةً خاصة. فسلوك الحسين تجسيداً للأخلاق الإسلامية كالضياء يتلألأ في الظلام. فهذا التجسيد للمثل العليا ليس عاجزاً عن العروج بنا نحو السمو, لوجود الفطرة السليمة أو ما تسمى الضمير أو العقل العلمي. للعقل والأخلاق الحسنة ارتباط وثيق بالتوجيه. فالعقل هو الطريق الموجه للأخلاق الحسنة وبالمقابل الجهل هو طريق الأخلاق السيئة. يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام: (الخلق المحمود من ثمار العقل, والخلق المذموم من ثمار الجهل). ذكر الكاتب عدة نقاط مهمة حول الحاجة الى الأخلاق مستعرضاً أهم  المواضيع الأخلاقية  في عصرنا الحالي. على سبيل المثال, يتجرد بعض رجال الدين أو العلم من روح الرسالة تناقضاً بين الهدف و الوسيلة و الرذيلة والفضيلة. هذا دليل واضح عن غياب الأخلاق الحسينية عن سلوكهم و فكرهم. وهنا تتجلى فكرة  الكاتب في إحياء الأخلاق الحسنة المتجسدة في الحسين عليه السلام. فليعلم كل الثوريون أن الثورة لا تبرر تهميش الأخلاق الحسنة و ليعلم المجاهدون أن الجهاد الأول هو جهاد النفس. يتطرق الكاتب الى مشكلة عصرية أخرى تتجلى في العنف و الارهاب و الحروب والدمار والاغتيالات نتاج التعصبات و سوء الخلق. يتساءل الكاتب عن المسؤول وراء هذه الحياة التعيسة و الأمراض النفسية بين الملايين من المسلمين. يقول السيد مهدي الصدر إن سوء الخلق انحراف نفساني يسبب انقباض الانسان و غلظته. فالأخلاق كالجسد تظهر عليها سمات الاعتلال و المرض في صورة الهزال الخلقي والانهيار النفسي. يلخص الكاتب أهم ستة نقاط مسببة  لسوء الخلق: الضعف البدني, الهموم, الفقر, الغنى, و العزلة. بينما يتفق المحللون الاجتماعيون أن السلوك الفردي الشاذ نتاج الهوى. لذلك استحضار قيمتنا في الحياة و ذكر الله و الآخرة و الأخلاق التطبيقية يحمينا من هوى أنفسنا.  وكما يقال لكل داء دواء, فالأخلاق ممكن أن تستعيد اعتدالها و استقامتها. وهنا يبرز دور الأنبياء  في تهذيب النفس و توجيه البشر للخير و الصلاح.ويبقى السؤال كيف نتخلق بأخلاق الحسين عليه السلام؟ هناك ثلاث عناصر متدرجة لتحقيق الأهداف: المعرفة, المحبة و الطاعة. فمعرفة الحسين عليه السلام الطريق الأول لمحبته. ثم لا يبقى سبيل للحب إلاّ الطاعة للإمام في أخلاقه العظيمة. في نهاية المطاف, يذكر الكاتب قصصا أخلاقية من حياة الامام الحسين عليه السلام مع ايضاح الفوائد.
الكتاب دعوة للتعرف على الحسين عليه السلام وسلوكه الأمثل للإقتداء, فكلنا للحسين و الحسين للجميع.

No comments: