غفوة الروح
نُسائِلُ الزمن ... وهنا نستفتي ريشة التاريخ لتكون
أصدق القول وأكثر تأييداً لثبات اليقين الذي منذ أن
عُرف ذلك الشخص الإلهي غرق في
سحره وضاع في تفاصيله المحكمة التي لا تشابه فيها.
نستنطق الأديان يا ترى هل كنت تعلمين بقدومه فتجيب
التوراة قائلة " هذه هي البركة التي بارك بها
موسى رجل الله نبي اسرائيل قبل
موته فقال : جاء الرب من سيناء وأشرق لهم من ساعير وتلألأ من
جبل فاران
"..... وفاران اسم قديم لمكة التي لم يظهر فيها إلّا نبينا الأعظم محمد صلى
الله عليه وآله
وسلم ..
نعم خرج شخصٌ لم يكن بالطويل المُمغّطِ ولا بالقصير
المتردِّدِ , وكان رِبعَةَ من القوم , لم يكن بالجَعْدِ
القطَطِ ولا بالسَّبْطِ ,
كان جَعْداَ رَجِلاَ , ولم يَكُنْ بالمُطَهَّمِ ولا بالمُكلْثَم , وكان في وجهه
تَدْوِيرٌ , جَلِيلُ المشاش والكَتِدِ ,أجْرَدُ ذو مَسْرُبَةٍ , شَشْنُ الكفّينِ
والقدمينِ , إذا مشى تقلّعَ كأنّما يَنْحَطُّ في صَببْ وإذا
التُفَتَ التفَتَ معاً
, بين كتفيه خاتمُ النّبوة .
خرج من كانت هذه صفاته وتطاول سنا شعاع بريقه في
أرضٍ وعِرةٍ تتوسطُ امبراطوريتينِ عظيمتينِ قد
حكمتا الأرض آنذاك في الشرق والغرب
ولصفات تلك البقعة من الدنيا زهد عنها أطماع من يلهثون وراء
حروب توسع لهم قرارهم
, فكان فيها الجهل السحيق والخشونة التي لا تقبل الزرع ولا تنبت طيب
مرمى النفس ,
لا تسقط عليها قطْر السماء إلّا بالصعب وشق الروح الهالكة , تضم قبائل ديدنها
عصبيتها
وحميتها الفاسدة , يؤمنون بأنصاب لازموها ضحى قبل السعي في النهب وعشية
قبل الخلود إلى الفراش
ليستأنفوا يوماً جديداً فتساوت أيامهم .
كانت أمةً لا تُعمل العقل ولا تثبت أفكارها إلى
قرار حكيم , هائمة من هول أميتها ..... في هذا الجو من
الهيجان واللا قرار ,
والضياع واليأس من الحياة ينبعثُ منها بمنّة الله محمد بن عبد الله الذي قلب
أحوالها في فترة من الزمن حتى صارت تلك الساقطة في حضيض الهلكة والإنحدار إلى عظيم
حضارة
يتسابق إليها حضارات سبقتها ولادةً , ولكنها عاجزة عن الوصول واللحاق بها
,فهي قد نمت بغرس تلك
اليد المباركة وشقيا تلك الروح الطاهرة ,,,, فصار رسول الله
أعجوبة الدنيا ترتعد فرائص الغامس في فساد
بواطنه من ذكر محمد فهاهو ( بن غوريون )
مؤسس إسرائيل يقول " إن أخشى ما نخشاه أن يظهر في
العالم العربي محمد جديد "!!!!