Thursday, October 31, 2013

ملخص كتاب مسألة الحجاب لشهيد مرتضى مطهري.

* حدود الحجاب:
يبحث الشهيد حول حدود الحجاب من الناحية الفقهية الذي أوجبه الاسلام على المرأة مع الأخذ بالأعتبار الآراء المؤيدة والمخالفة. من الناحية العلمية الا الفتاوى فكل يرجع الى مرجعه في الافتاء.
· ما جرى فيه الخلاف هو :
1 ليس ثمة شك ولا تردد في الفقه الاسلامي في وجوب ستر غير الوجه و الكفين. فهذا جزءمن الضروريات والمسلمات. أما الذي يدور حوله البحث فهو ستر الوجه ولكفين.
2 يجب فصل قضية  وجوب الحجاب الذي هو من واجبات المرأة ، عن قضية حرمة النظر الى المرأة التي تخص الرجل.
3 في قضية جواز النظر . لاشك في ان نظر التلذذ و الريبة حرام. يمكن القول ان الحرام هو النظر بقصد التلذذ ، والذي لا بأس به هو النظر بغير قصدد التلذذ وان حصل ذلك قهرا.
                                                               * الوجه والكفان:

ان لقضية الحجاب من حيث وجوب ستر الوجه والكفين أو عدم وجوبه فلسفتين مختلفتين:
1فإذا قلنا بوجوب ستر الوجه والكفين، نكون في الحقيقة من مؤيدي الفلسفة القائلة بوجوب  الحريم ومنع المرأة من أي عمل إلا في محيط بيتها الخاص أو المحيط النسوي كليا.
2 اما اذا قلنا بوجوب ستر البدن و حرمنا كل نوع من أنواع الاثارة وكذلك حرمنا على الرجل كل نظرة الى المرأة فيها ريبة أو تلذذ وفي نفس الوقت لم نقل بوجوب ستر الوجه والكفين ، على شرط خلوها من كل زينة مثيرة ولافتة للنظر. عندئذا تتخذ القضية شكلا اخرا ونكون من اتباع فلسفة اخرى. وهي القول بعدم وجود ضرورة بحبس المراة في زاوية البيت وراء الاستتار.
  ** باختصار **
إن الوجه والكفين هي حدود سجن المرأة أو حريتها.

الأدلة المؤيدة:
(1آية الحجاب )31 سورة النور,
 " ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها  "
أكثر المفسرين والروايات العامة تعتبر الخضاب, والكحل, والخاتم, والأساور وأمثالها من الزينة المستثناه في "إلا ما ظهر منها ".
 والاستدلال ان أدوات الزينة هذه هي التي تظهر في الوجه والكفين فالخضاب والخاتم يختص بالكف والحكل بالعين.
2 الاية "وليضربن بخمورهن على جيوبهن"
أن الآية يستدل منها على وجوب ستر الجيب، ولما كانت الاية في مقام تبيان حدود الستر. فقد كان عليها ان تشير الى ستر الوجه والكفين ايضا اذا كانت تريد ذلك.
ملاحظة :
ان الخمار هو غطاء للرأس أصلا. ان ذكر " الخمر" في الاية يدل على وجوب ستر الرأس ، وذلك لأن الخمر تستعمل لتغطية الرأس . أما إذا أريد ستر جزء آخر غير الرأس بهذا الخمار . فلابد من التصريح به ولكن بما ان الاية تشير فقط الى جمع طرفي الخمار لتغطية الجيب.
* الكيفية التي كانت تستعمل بها المرأة المسلمة خمارها قبل نزول هذه الاية:
يقول التاريخ بما لايدع مجالا للشك ان المسلمات قبل نزول آية الحجاب لم يكن يغطين وجوههن بحسب العادة التي كانت سائدة . بل كن كما قلنا من قبل يرخين خمرهن من خلف آذانهن والجيوب مكشوفة . فعندما ينزل أمر الله في مثل هذه الحالة بأن "يضربن بخمورهن على جيوبهن"
فإن ذلك لايعني سوى ارجاع طرفي الخمار من جانبي الرأس ليغطي أحدهما الآخر على الجيب وبقاء الوجوه سافرة.

الروايات
1 خبر مسعدة بن زرارة قال : سمعت جعفرا وسئل عما تظهر المرأة من زينتها : فقال عليه السلام: الوجه والكفين.
2 عن علي بن جعفر، سئل عن الرجل ما يصلح له ان ينظر من المرأة التي لا تحل له . قال: الوجه والكف و موضع السوار .
3 الرويات التي وردت في الاحرام وحرمت على المرأة تغطية الوجه.
الأدلة المخالفة
صحيح ان ظاهر الآيات والورايات يدل على عدم وجود ستر الوجه والكفين. ولكن لا يمكن انكار ان سيرة المتدينين كانت بخلاف ذلك.
اذا كانت سيرة المسلمين من صدر الاسلام حتى الان حقا وبصورة مستمرة هي التمسك بستر الوجه والكفين كأمر واجب فإن ذلك يكون دليلا واضحا على ان هذا كان درسا تعلمه المسلمون من النبي الأكرم عليه واله السلام ومن الائمة الاطهار عليهم السلام وسيرة النبي بالطبع حجة.
" الرد" ان التمسك بسيرة المسلمين تتبعا تاريخيا عميقا. اذ ان هناك الالاف من التطورات التدريجية الهادئة التي تطرأ على سلوك الامم مما لا يسجلها التاريخ لتفاهتها وقلة شأنها مثلا طراز لباس الرجال نجد تغيرات كثيرة قد طرأت عليها خلال القرون الطويلة بما لا يقع تحت حصر واحصاء.
اما الدليل الاخر لديهم هو المعيار.
اي ان الفلسفة التي توجب ستر سائر اجزاء الجسم هي التي توجب ستر الوجه والكفين ايضا.
" الرد" لا شك في ان عدم وجوب ستر الوجه والكفين لم يكن لانقطاعه عن فلسفة الحجاب الاصلية. بل لانه كما قلنا من قبل واوردنا أقوال المفسرين القدامى - يتبع فلسفة اخرى توجب ايجاز هذا الاستثناء للوجه والكفين . تلك الفلسفة هي انه اذا أوجبنا ستر الوجه والكفين نكون قد فرضنا الحرج واصبنا بالشلل كل نشاطات المرأة وفعالياتها النافعة.

No comments: