Monday, August 14, 2017

تقرير اللقاء الشهري لمناقشة الانتاج الادبي لكاتبات احسائيات.


لقاء شهر شوال لملتقى اقرأ الثقافي عام 1438 هـ,  والذي تم فيه استضافة الكاتبة الأحسائية الأستاذة تهاني الصبيحة.


بدايةً تم استعراض بشكل موجز رسالة وأهداف الملتقى , و استعراض للخطة القرائية كتاب الشهر والتي تكونت من خمس كتب:
سرير يتسع – آمنة عبدالوهاب
رماد – معصومة العبدالرضا
همس الحياة – فاطمة سلامين
لماذا غيب – ندى عبدالرحمن
وجوه بلا هوية – تهاني صبيحه

قدّمت المهندسة فاطمة جابر ثلاث نقاط مقتبسة من كتاب " 27 خرافة شعبية عن القراءة " للدكتور ساجد العبدلي وعبد المجيد حسين تمراز لما له من أهمية تجاه قراءة الروايات. نسير في هذه الحياة ونتغير كسنة طبيعية للحركة , و ان اللحظة التي تسبق لحظة التغيير هي لحظة التنوير التي تعتمد على صحوة المنطق. المنطق يقدم لنا طريقا سليما للمضي قدما في الحياة و مع ذلك نمارس الكثير من الأخطاء المنطقية والتي قد تنمو وتصبح خرافة على المستوى الجمعي, وهي تتلخص كالتالي: 
1-  قراءة الروايات غير مفيدة للعقل ومضيعة للوقت.
على عكس ما يعتقد أغلب الناس ان للروايات فؤائد كثيرة منها:
أ- القصة هي أفضل وسيلة لتوصيل المعلومة لأي انسان آخر. 
ب-الرواية أفضل عيادة صحية للعلاج النفسي. 
ج-الرواية تحفز التفكير التحليلي وتجعلنا ندرك الأشياء بمنظور أفضل.
د- الرواية مسرح اللغة.


2-  هنالك كتاب صالح لجميع القراء.
نحن كبشر لا يمكن أن يتطابق تكويننا الداخلي, ذواتنا , وخبراتنا ,وتجاربنا ,وفهمنا للواقع, و ذوقنا الخاص. بالتالي عندما نقرأ نحن نسقط هذه الكينونة على مادة الكتاب ونخرج بمنتج جديد من المعنى وهذا المعنى لا يمكن أن يتطابق مع أي قارئ اخر. 


3-  الكاتب أذكى وأفضل من القارئ.
أن الكاتب هو انسان بسيط ليس أفضل من القارئ, امتلك أدوات معينة جعلته يستطيع أن يتكلم عن نظرته وتجربته والعلم الذي يدرسه . ولا يحتاج ان يكون ملما بكامل الموضوع حتى يكتبه , وان وجد فهو ليس أذكى و أفضل لذلك النقد هو أفضل الحلول . هو ما يجعلنا فوق النص ولا أن نكون سجناء النص و عبيد الكتاب.


تم مناقشة كل نقطة بتفصيل مما أثرى بشكل واضح لدى العضوات عند مناقشتهم لروايات الشهر الخمس فيما بعد.


" مدخل إلى الرواية " هذا كان الموضوع الثاني الذي قدمته الكاتبة رباب حسن. تم بشكل مفصّل التعريف بماهية الرواية، وتعداد عناصر بناء الرواية، المقومات الفنية للرواية، وأخيرًا لماذا نستمتع بقراءة الروايات؟ تلخصت الإجابة في: متعة السرد، متعة التخيل للأحداث والشخصيات للمجهول، متعة اللغة، متعة الإيهام بالحقيقة، المتعة الشعورية، الحياة ليست كلها حلوة.


وكفقرة أخيرة، انتقلنا للحوار مع ضيفة الشهر الشاعرة والكاتبة تهاني صبيحة ..


بدأناها بالسؤال عن نادي الأحساء الأدبي وقابليته لاستيعاب المرأة كعضو فعّال، وقبوله لطرح المواضيع التي قد تكون بالنسبة له أو للمجتمع جريئة وحساسة، وعن تجربتها الخاصة في النادي.


ثم انتقلنا لمناقشة كتابها " وجوه بلا هوية " والتعبير عن انطباعاتنا حول الرواية التي كانت لها طابع احسائي في كل زاوية ، وكانت كل أحداثها والرسائل التي فيها حقيقية. إلى أن تفرعت المواضيع حول المجتمع الاحسائي المتحفظ جدًا ونظرته للفتاة التي تحمل مشاعر حب تجاه شخص ما.


تزيّن اللقاء بلوحات المبدعة الفنانة رباب الحاجي، اضفت لوحاتها خلفية فنيّة رومنسية للقاء، حتى أن لوحاتها أخذت من المناقشة نصيبًا. أبدت الصبيحه إعجابها الشديد وأسمت الرسامين بأنهم (أبناء عمومتها).


مداخلات:
غدير ادريس:
رساله للذكور ذوي العقل الجاف المجحف بمكانة المرأة ... كنت بذرة تنمو في احشائها اذن فهي سر تكوينك وهي سلم ترتقي به وتهفو نحو الصيت المرموق كما أنها الكنز الذي يحوي بداخله نصفك الآخر التائه وهي ملجؤك  الذي تلجأ إليه هاربا من غِير الزمان حين يصرخ قلبك باحثا عمّن يحتويه لتجد بعد كل اسى من يقوى بها عضدك ( أن المرأة التي تهز المهد بيمينها لقادره على أن تهز العالم بشمالها) فلتكن رجل لها لاعليها حتى تأمن من زلزال دموعها!!!! واحذر نيران التصغير من شأنها .  كتاب رماد قصة الانثى كالذكر جدا استمتعت بقراءتها شعرت بأنها بعثت بداخلي ايجابيه لاتصفها الكلمات وودت لو انا اقف موقف موقف البطلة فيها.


نور الحاجي:
#لماذا_تغيب؟
تجربتي الأولى في قراءة رواية سعودية حساوية ..
بعيدًا عن الروبل قريبًا من الريال،


وتشابه البيئة والثقافة والشخصيات والطموح؛ وصولًا إلى جامعة الملك فيصل وانتهاءً في مستشفى الولادة أو كما أسمتها صاحبة التجربة المريرة وأرى أنها اختصرت الكثير في هذه التسمية الوجيزة، "مقبرة المرضى العجيبة".


لم استشف من قراءتي أن #ندى_عبدالرحمن كانت مُخيّرة بين أن تحتفظ بالجنين أم لا .. صحيح أنه كان رأي الدكتور السوداني هو التخلص من الجنين، لكن بعد أيام من الراحة لاحظ الدكتور أن (التزامك بالراحة يسير بشكل إيجابي مع حالتك فلن يتم إسقاط الجنين، إنه يتمتع بصحة جيدة)


أي أمل بهذا الحجم ممكن أن يُعطَى لأم كانت يائسة؟!


لكن شاءت الأقدار أن يكون هذا الطفل (الطفل القدَر) كما أسمته والدته.


الطفل القدر الذي أمسك بيد والدته وقادها إلى عالم جديد بكل مقاييسه؛ عالم كانت أرضيته مستشفى كالمقبرة وطاقم طبي آلي إلا ما ندر.


إلا أني "مع الاخذ بعين الاعتبار أن الرواية واقعية بكل أحداثها" افتقدت وجود العائلة حولها في المستشفى إلا أني سريعًا ما بررت ذلك بأنه الدليل الكامل على انكباب الام تجاه جنينها .. فهم كانوا فعلا موجودين لكن بالعالم الخارجي لا عالم القلق الداخلي التي كانت تعيشه الام.


أظن أن هذا الكتاب وأيضًا كتاب #وجوه_بلا_هوية كانوا كتَنْهِيدَة.


وجوه بلا هوية .. هذا العنوان الدقيق الذي لخص مقام كل الشخصيات تجاه البطلة


لا اعلم كيف لي أن اترك تعليق على رواية واقعية وبمقدار كبير من الألم


ألم بحياة مبهمة ضبابية تعصف بطفلة من أسوأ إلى أسوأ حتى أيام شبابها، لكن سبحان من أرسل زاهر الوجه الوحيد الواضح والمستمر ..


هذان الكتابان يجعلان القارئ يعيد النظر في حياته، خصوصًا هؤلاء الذين يعتقدون أنهم بحالة نفسية سيئة لسبب أو لآخر.


المجموعة القصصية لهمس الحياة ..


أنا لا أرى أن من الحق الكاتب – أي كاتب – أن يسرد لنا ذلك النوع المأساوي جدًا من القصص التي تستنزف الكثير من مشاعر القارئ من دون أي يكون في ذلك أي مردود وفا


ئدة أو معلومة أو حتى استشارة.


آلمتني جدًا قصة الحريق الذي اشتغل في بيت الطفلة وأخذ عائلتها كلها إلا هي واختها الرضيعة، آلمتني بشكل كبير لدرجة أني عتبت على الكاتبة، لكن حين رأيت ما ذُيِّل تحت هذه القصة المستوحاة من قصة طفلة فلسطينية تغير الموقف بالكامل! أي أنه انعكاس لواقع واقع مؤلم.


أيضًا لفتتني بشدة القصة الجميلة للبنت الوحيدة بين اخوانها الصبية والتي (بقرار منها) قررت أن تتصابن وتتحداهم بصبينتهم، بتفهّم من موقف بسيط قد يمر أمام أي فرد منّا قررت قرار آخر ورجعت إلى ذاتها الإنثوية اللينة. من الذكاء أن يكون الانسان عميق بهذه البساطة بحيث يتعلم من موقف مر مرور الكرام من أمامه. في هذه القصة وبشكل مبطن استشارة ما .. ولو انها كانت تسمع لصاحبتها بشكل عفوي إلا انها استشارة نفسها بطريقة غير مباشرة وفعلا استمعت لنفسها وراجعتها ورجعت لحقيقة أنها بنت. أرى أن وصف خولة القزويني لهذه القصة (بالعفوية) وصف دقيقة وشامل .. أسلوب واحداث عفوية فيها عنفوان طبيعي.


لكن أبدع قصة برأيي والتي يجب أن تكون تاج لهذه المجموعة القصصية، هي قصة الزوجان اللذان لم يرزقا بطفل .. والعلاقة المتينة التي كانت تربطهم ثم الصدمة التي عاشتها الزوجة بعد اكتشاف الحقيقة، بالتحديد في اللحظة التي كانت تخاطب نفسها بالانفصال .. لكن لم ترى أن هنالك جدوى من فك هذا العقد الشرعي المدني لأن هنالك رابطة أقوى من هذه الورقة تجمعها إلا وهي الحب العميق والصادق .. أرى أن في هذه اللفتة فهم عميق للنفس البشرية.


وهذا بالضبط الفارق الجوهري بين المجموعة القصصية لهمس الحياة والمجموعة القصصية لرماد التي كانت عبارة عن احداث تتتالى.









Sunday, May 31, 2015

تقرير ورشة عمل توعوية للاطفال

  بسم الله الرحمن الرحيم. 

وصلى الله على نور النور المبعوث رحمة للعالمين و ناشر السلام محمد بن عبد الله وعلى اله الطيبين الطاهرين. 


                ( لبيك داعي الله) عقيدة متجذرة لانعبر عنها بالقول فقط انما                      نترجمها بالروح ونفصح عنها سلوكا يرسم لنا مسار الحياة من خلال الاحداث والازمات..
مع اطفال اقــرأ كانت لنا وقفة من خلال ورشة عمل ناقشت فيها المشرفات الأوضاع والأحداث المعاصرة مع الأطفال بأسلوب يتناسب مع قلوبهم الطاهرة وتلخيص ذلك في لوح فنية ببصماتهم ..لنغرس طهرا و ايمانا ثابتاً امام الهجمات الآثمة التي توجه صوب كل مسلم غيور على دينه ومجتمعه..نقدم لكم بعض أعمال الاطفال الفنية.


Tuesday, March 31, 2015




جمعتنا القراءة شهرا بشهر مع الكتاب وأصبح عمرنا ثلاث سنوات الآن
ثلاث سنوات لمشروع "اقـــرأ" لا من أجل القراءة فحسب بل من أجل جودة القراءة
طاقات نسائية احسائية شابة تعمل على تنمية ذاتها إيمانا منها بان المرأة حاضنة المجتمعات وعصب الحياة فيها.
هذه هي حكايتنا باختصار..ومن اقـــرأ انطلقت
   

( لتعارفوا)
مبادرة هي الأولى من نوعها على مستوى المنطقة الشرقية، أقام ملتقى اقرأ النسائي
بالأحساء فعالية حملت عنوان: «لتعــارفوا» والتي أقيمت على أرض الواحة الأحسائية
حيث وجهّت دعوة للعديد من المراكز الثقافية والاجتماعية الفاعلة في المنطقة الشرقية للقاء تعارفي ودي هدَف لبناء جسور العلاقات بين الجهات الثقافية المتنوعة ؛وذلك إيماناً منا بضرورة التواصل الفكري والمعرفي بين هذه المؤسسات التي يجمعها هدف البناء والتكامل
   


١٣مركزاً ثقافيا من الاحساء و الخبر و الدمام  و صفوى جاءت ملبية للنداء ليزدان اللقاء الثقافي بألوان فكرية متعددة رسمت لوحة بديعة في تمام الساعة العاشرة صباحاً.
حيث  بدأ البرنامج بتلاوة عطرة للقران الكريم ثم كلمة افتتاحية من ملتقى اقرأ الثقافي تناولت الكلمة الهدف من اللقاء والمعنى الأعمق لمعنى التعارف :
"هي الروعة ذاتها تشرق حين تلتقي روافد الفكر والمعرفة والعطاء لترسم مسارات النور للإنسانية ملبية للنداء الإلهي: ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)"
 

كما تم الإشارة فيها إلى أن التعارف دعوة عالمية تنطلق من مبدأ إسلامي أصيل وهذا ما يبرر المصادفة في الاسم بين مبادرة( لتعارفوا) في الاحساء ومبادرة (لتعارفوا) في مكة الذي ضم شخصيات رائدة من مختلف مناطق المملكة.

وبعد الافتتاحية بدأت المراكز المشاركة بالتعريف بنفسها وأهداف كل مركز وعرض لأبرز التجارب والأنشطة الثقافية التي قام بها.







تخلل البرنامج فترة الصلاة والاستراحة التي أتاحت ل٧0  امرأة مشاركة بالتعارف والتواصل فيما بينهن


 

استكمل البرنامج فقراته بجلسة حوارية تم خلالها مناقشة عدة محاور من أهمها وأبرزها: الأنشطة الثقافية التي تساعد على النهوض بمستوى وجودة العطاء الفكري والثقافي في المجتمع, والحديث حول آليات إدارة هذه المراكز, والعوائق والصعوبات التي تعترض العمل الثقافي والاجتماعي, كما تم تبادل عدة أسئلة و مداخلات بين المنتسبات لكل مركز.

وفي ختام البرنامج تم عرض التوصيات التي جاءت على أثر اللقاء وتم توزيعها على المراكز للعمل على تحقيقها وتفعيلها وجاء فيها:
                                                                               
التأكيد على ضرورة التواصل بين المراكز الثقافية والاجتماعية. 1
  2*التنسيق بين الجماعات والأندية الثقافية لإقامة ملتقيات وتوزيعها على مدار العام .
توحيد مشاركة الأندية في بعض الأنشطة. * 3
 .4* العمل على الجوانب الاستثمارية لإيجاد موارد إضافية للأندية
 5*تحديد أهم المواضيع الساخنة أو التي تحتاج إلى تغير ايجابي للمجتمع المحلي والعمل على الحراك بنفس الشعارات.
 . 6*عمل قاعدة بيانات بالأندية و العمل على نشرها  
  7*تبادل الخبرات المعرفية وذلك عن طريق استضافة لذوي الخبرة والتخصص في الأندية و وعقد لورش العمل والندوات. 
 8*دعم الأندية لبعضها وتشجيعها وذلك بحضور ممثلين من كل نادي للأنشطة التي يقيمها النادي الآخر و تبادل الإعلان عن الأنشطة الثقافية في مواقع التواصل الاجتماعي. 

9*عقد اجتماع سنوي لإدارات المراكز والأندية لمناقشة واقع العمل الاجتماعي والثقافي وتحديد جوانب القصور والاكتفاء فيها



قدمت شهادات شكر للمراكز والشخصيات المشاركة


الجهات المشاركة في اللقاء:
ملتقى اقــــرأ الثقافي(الجهة المنظمة)
ملتقى النور بصفوى
ملتقى النور الثقافي بالاحساء
مركز غراس بصفوى
دار راوي
منتدى الزهراء الثقافي بالدمام
فريق رواد السعادة
هجريات التوستماسترز
نادي افاق للفتيات
منتدى البتول
منتدى المنار
صحيفة الاحساء واتساب
نادي نقرا لنرتقي
الكاتبة/ لينة القاسم






وعلى هامش اللقاء كانت هناك أركان لعرض الإنتاج الفكري للمراكز المشاركة,كما تم تبادل المنشورات التعريفية تأكيداً على ضرورة التعارف فيما بينها واختتم البرنامج بوجبة غداء ضمت الحاضرات في جو فريد من نوعه تعطره الرياحين وأحاديث مفعمة 
بالألفة والمحبة.



  
 

Monday, March 23, 2015

قراءة في كتاب من أخلاق الامام الحسين عليه السلام.



من أخلاق الإمام الحسين عليه السلام كتاب من تأليف عبد العظيم المهتدي البحراني, مطبوع سنة 1421ه. يذكر فيه الكاتب بعضاً من حياة الإمام الحسين عليه السلام عظة وعبرة في السلوك الفردي و التربية. " كلنا للحسين والحسين للجميع" شعار ابتدأ الكاتب به مخاطباً كل  من يقرأ الحسين بلغة الأخلاق  والمثل الانسانية. فعلى الرغم من التطور العلمي في عصرنا فإن الأخلاق حاجة مهمة لا يختلف عليها اثنان. والحسين منهج أخلاقي للجميع. ولد عليه السلام في ظروف امتزجت معها الدمعة و البسمة. يصف الكاتب هذه الولادة بحفلة الصالحين فهي رحلة مستمرة بين الخوف و الرجاء و الضحك والبكاء. ثم يترعرع في بيت الرسالة جده نبي الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وأبوه أمير المؤمنين علياً, أمه البتول الطاهرة فاطمة الزهراء عليهما السلام. فماذا سيخرج من هذان البحران إلا اللؤلؤ و المرجان كما يذكر القران الكريم. كان للحسين عليه السلام إعداد رسالي هادف و مهم للغاية ليرعاه رسول رب العالمين رعايةً خاصة. فسلوك الحسين تجسيداً للأخلاق الإسلامية كالضياء يتلألأ في الظلام. فهذا التجسيد للمثل العليا ليس عاجزاً عن العروج بنا نحو السمو, لوجود الفطرة السليمة أو ما تسمى الضمير أو العقل العلمي. للعقل والأخلاق الحسنة ارتباط وثيق بالتوجيه. فالعقل هو الطريق الموجه للأخلاق الحسنة وبالمقابل الجهل هو طريق الأخلاق السيئة. يقول أمير المؤمنين علي عليه السلام: (الخلق المحمود من ثمار العقل, والخلق المذموم من ثمار الجهل). ذكر الكاتب عدة نقاط مهمة حول الحاجة الى الأخلاق مستعرضاً أهم  المواضيع الأخلاقية  في عصرنا الحالي. على سبيل المثال, يتجرد بعض رجال الدين أو العلم من روح الرسالة تناقضاً بين الهدف و الوسيلة و الرذيلة والفضيلة. هذا دليل واضح عن غياب الأخلاق الحسينية عن سلوكهم و فكرهم. وهنا تتجلى فكرة  الكاتب في إحياء الأخلاق الحسنة المتجسدة في الحسين عليه السلام. فليعلم كل الثوريون أن الثورة لا تبرر تهميش الأخلاق الحسنة و ليعلم المجاهدون أن الجهاد الأول هو جهاد النفس. يتطرق الكاتب الى مشكلة عصرية أخرى تتجلى في العنف و الارهاب و الحروب والدمار والاغتيالات نتاج التعصبات و سوء الخلق. يتساءل الكاتب عن المسؤول وراء هذه الحياة التعيسة و الأمراض النفسية بين الملايين من المسلمين. يقول السيد مهدي الصدر إن سوء الخلق انحراف نفساني يسبب انقباض الانسان و غلظته. فالأخلاق كالجسد تظهر عليها سمات الاعتلال و المرض في صورة الهزال الخلقي والانهيار النفسي. يلخص الكاتب أهم ستة نقاط مسببة  لسوء الخلق: الضعف البدني, الهموم, الفقر, الغنى, و العزلة. بينما يتفق المحللون الاجتماعيون أن السلوك الفردي الشاذ نتاج الهوى. لذلك استحضار قيمتنا في الحياة و ذكر الله و الآخرة و الأخلاق التطبيقية يحمينا من هوى أنفسنا.  وكما يقال لكل داء دواء, فالأخلاق ممكن أن تستعيد اعتدالها و استقامتها. وهنا يبرز دور الأنبياء  في تهذيب النفس و توجيه البشر للخير و الصلاح.ويبقى السؤال كيف نتخلق بأخلاق الحسين عليه السلام؟ هناك ثلاث عناصر متدرجة لتحقيق الأهداف: المعرفة, المحبة و الطاعة. فمعرفة الحسين عليه السلام الطريق الأول لمحبته. ثم لا يبقى سبيل للحب إلاّ الطاعة للإمام في أخلاقه العظيمة. في نهاية المطاف, يذكر الكاتب قصصا أخلاقية من حياة الامام الحسين عليه السلام مع ايضاح الفوائد.
الكتاب دعوة للتعرف على الحسين عليه السلام وسلوكه الأمثل للإقتداء, فكلنا للحسين و الحسين للجميع.